Friday

آملهم معلقة على زياد بارود

Friday 19 Mar, 2010

أمهات لبنان
آملهم معلقة على زياد بارود





الاسم: طفل من أم لبنانية، وطن الام: لبنان، مكان الولادة: لبنان، مكان الإقامة الحالية: لبنان، الام: لبنانية، مدرستي : في لبنان، زملائي: من لبنان، جنسيتي أجنبي في لبنان، إقامتي في لبنان: مشروطة مع وقف التنفيذ. هذه لسان حال الأف الأطفال اللبنانيين، أطفال بلد تطور على شتى الصعد وتوقف عند إحقاق الحق في ظل فوبيا ديموغرافية وطائفية، من اختلال توازن هش يذهب ضحيته أطفال وعائلات برمتها.

وقعت سليمة رجيلي في غرام إبن خالتها خضر رجيلي الجزائري الجنسية و اللبناني المولد، لم تعرف ماذا ينتظرها، لم تفكر لا بمستقبل الأولاد ولا بعراقيل ستعترض قصة حبها. الحب قاد خطواتها، شرعت بتجهيز الاوراق وحينها شعرت بما ينتظرها، لكن الحب أقوى. تزوجا و تريثا في الانجاب لكن حلم تأسيس عائلة انتصر وأصبحت سليمة أم ماريان التي تبلغ من العمر ست سنوات. هم عائلة لبنانية المولد والمنشأ والإقامة، لكن في نظر الدولة ماريان غريبة على أرض أمها.
ماريان ووالدها لا يفوتان شيئا من الفلكلور اللبناني، لهجة لبنانية صافية، عادات وذكريات، وحتى عيد الاستقلال يحتفلون به ويرفرون بالعلم اللبناني لكنهم غرباء.
وما زاد الطين بلة، ارتفاع ثمن الاقامة وإجازة العمل، فتوقف الزوج عن العمل.
لكن أكثر ما يحز في نفس سليمة أن الشاب اللبناني يأتي بفتاة " لا يعرف أصلها وفصلها" وحين يتزوجها تصبح لبنانية "، إضافة إلى أن اللبنانية متساوية في الواجبات لكن للحقوق حديث آخر حيث حقها "مأكول
.

في حي الشميطلي في الاشرفية، تعرفت سعاد جوهر على زوجها جودت جودية السوري الجنسية اللبناني المنشأ، وفيه أحبا بعضهما وتزوجا وأنجبا 3 شبان وفتاة. حب سعاد منعها من عيش الغربة مع أهلها الذين هاجروا إلى فنزويلا فعاشت أسرتها غربة في سجلات الدولة، لكنهم لبنانيو الإنتماء واللهحة والمولد والنشأة.
أولادها لا يعّرفون عن أنفسهم إلا لبنانيين، لا يزورون بلد الوالد إلا على الحدود حيث يجددون معه إقامتهم كل سنة.
الأبن البكر يتحضر للزواج من فتاة لبنانية لكن والده طلب منه التريث قليلاً قبل إتمام الزواج فربما أُقر القانون قريباً حينها يتزوج بأوراقه كلبناني. والأبن رغم انه عانى من صعوبة الوضع الا أنه قرر الزواج وبناء أسرة قد تتعرض لشعور عدم الإستقرار الذي عانى منه طوال سنوات.

وزير الداخلية زياد بارود هو أمل هذه الاسرة، فبين العبارة والأخرى تقول سعاد " الله يخليلنا زياد بارود، أعطانا الأمل أنا وولادي". فاثنين من اولادها والذي يبلغ اكبرهم 27 سنة توقفا عن الدراسة لأنهما لمسا عن قرب أن المستقبل العملي مسدود امامهما، فهما سيواجهان الكثير من المشاكل في العمل وفي الغالب لن يستطيعا الا العمل في المهن الحرة ومن دون ضمان إجتماعي أو صحي كما هو حال والدهما سائق البيك آب. شقيقتهما حاولت كسر المخاوف أكملت دراستها الجامعية لتصطدم بعد تخرجها برفض الشركة توظيفها رغم اعجابهم بمهارتها لأنها سورية لا يمكن أن تدخل الى الضمان الاجتماعي وهو ما يخالف قوانين الشركة. ويبقى الآمل معلق بصغير العائلة والذي يبلغ من العمر 16 سنة، فبعد لقاءه وزير الداخلية الذي أعطاه الأمل بقرب الفرج تحسنت علاماته المدرسية وفقا لحديث والدته التي اعتبرت ان ابنها تحسن لأنه بات يتأمل بمستقبل واعد إذا درس.

سعاد لا تزال تنتخب في الأشرفية ولم نتقل نفوس قيدها إلى سوريا فهي حين تبتعد عن منزلها تشعر بالغربة فكيف الحال ببلد آخر، لكن ماذا لو رُحلت العائلة؟.




إليسار قبيسي